اللقاء تحت برج خليفة: نحن ننطلق من نفس المكان، وسنصل حتمًا إلى نفس المكان
كاو شُوي – الرئيس التنفيذي لمهرجان طريق الحرير الدولي للشعر والفنون

حين كنت طفلًا، كنتُ أتخيل نفسي أسافر من تشانغ آن في آسيا إلى روما في أوروبا، على امتداد طريق الحرير القديم، مرورًا بشبه الجزيرة العربية، لأنها كانت يومًا ما مركز العالم. واليوم، تحقق هذا الحلم، إذ التقيت بالجميع هنا في دبي، الإمارات العربية المتحدة.

قبل أن أصل إلى دبي، كنتُ قد تخيّلت برج خليفة، وكتبت قصائد عنه عدة مرات، عن هذا البرج الحديث الذي يشبه برج بابل الأسطوري. ونحن جميعًا نعرف قصة برج بابل: عندما اجتمع البشر لبناء ذلك البرج الشاهق، علم الرب بذلك، فبلبل ألسنتهم، فلم يعودوا قادرين على التفاهم، وتوقفوا عن البناء، وتفرّقوا في أرجاء الأرض، ليصبحوا أكثر من ألفي مجموعة عرقية. نحن في الأصل من مكان واحد، وسنعود في النهاية إلى مكان واحد. هذا هو أيضًا موضوع ملحمة أوراسيا التي كتبتُها، وهو بالطبع أيضًا موضوع مانسيرة – ملحمة الإنسان التي أبدعها الشاعر الإماراتي عادل خزام، حيث جمع 86 شاعرًا وفنانًا من مختلف أنحاء العالم. لقد كتب هو بداية هذه الملحمة، وكتبتُ أنا خاتمتها، وسنروي لاحقًا في النصف الثاني من حفلنا هذا التفاصيل الكاملة. وهذا بدوره يتقاطع مع جوهر حركة الشعر العظيم التي أدعو إليها، والتي تهدف إلى دمج الثقافات القديمة والحديثة، وربط الشرق بالغرب، والجمع بين المقدس والدنيوي.

أود أن أشكر بعمق صديقي الشاعر عادل خزام الرئيس الفخري الشريك لدورة المهرجان هذا العام والذي قام بجهود استثنائية لإنجاح المهرجان وتنسيق مشاركتنا وتولى اختيار القصائد، وترشيح الفائزين من دولة الإمارات وإعداد المواد الثقافية الخاصة بالإمارات في مجلة شعراء العالم. وبمساعدته قمتُ بترجمة ثلاث قصائد والمقالات الخاصة بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشخصية الملهمة لشعراء طريق الحرير، وقد تأثرتُ بشعر سموه تأثرًا عميقًا. ولهذا أتمنى أن أترجم مجموعته الكاملة قصائد من الصحراء إلى الصينية.

الحضارة العربية تعود في جذورها إلى الحضارة البابلية القديمة. كانت هناك ذات يوم سبع حضارات كبرى على قارة أوراسيا: من بابل غربًا إلى كنعان، مصر، اليونان، وشرقًا إلى فارس، الهند، والصين. واليوم علينا أن نتحرّر من قيد حضاراتنا الفردية، ونتكامل في حضارة إنسانية جديدة وشاملة.

واليوم، تحت برج خليفة، أطول مبنى في العالم، وبرج بابل المعاصر، علينا أن نؤمن بأن الإنسانية قد خرجت من نفس المصدر، وستمضي حتمًا إلى نفس المصير.